آخر الأخبار

في حوار مع مجلة النهضة سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم تثمن الدور الريادي لجمعية النهضة النسائية –بدبي خدمة للأسرة والمرأة والطفولة والأمومة

أكدت سمو الشيخه هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن 2 ديسمبر من كل عام تاريخ ميلاد له أبعاد وذكرى عزيزة لدى كل مواطني دولتنا الفتية وهو انطلاقة واعدة لمستقبل أكثر إشراقا.

ولا شك إن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات… لم تألو جهداً في تقديم منظومة من الانجازات المبهرة خدمةً للوطن والمواطن خلال مسيرة امتدت إلى 39 عاماً عامراً بالأعمال المشرفة والتي طوقت إماراتنا الحبيبة بقيم جليلة حتى أصبحت دولة الإمارات في صدارة الأمم والدول الساعية للتطور والتحديث والتنمية المستدامة ، فلنترحم على روح باني الإمارات الفقيد الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي أجرته مجلة النهضة والتي تصدر من جمعية النهضة النسائية بدبي في عددها الجديد والذي صدر اليوم واستطردت سموها قائلة :

ويسعدني ويشرفني أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ورعاه وأخيه صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد وحكام الإمارات وشعب الإمارات المخلص بهذه المناسبة السعيدة وكل عام وإماراتنا بألف خير.

وعن رأي سموها في ثقافة التطوع باعتبارها رسالة وأمانة وإلى أي مدى يمكن أن يساهم التطوع في دعم وتأصيل القيم الاجتماعية والإنسانية بالدولة؟

أجابت سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم:-

إن التطوع ظاهرة قديمة جديدة في دولة الإمارات وهناك العديد من المظاهر الإنسانية والتاريخية  والتي تؤكد التآخي والتآزر والمحبة بين أهل الإمارات في الماضي والممتد هذا العمل الإنساني إلى يومنا هذا وتأصله وتجذره في أواسط مجتمعنا المحلي والحمد لله، أصبح التطوع فلسفة ومبدأ اجتماعي يجسد سلوك وثقافة أخلاق الفرد والمجتمع ويشكل إحدى القيم الاجتماعية الراسخة .

يجب أن ندرك تماماً أن العمل التطوعي بمنهجه الاجتماعي والإنساني يمثل سلوكاً حضاريا ً ترتقي به المجتمعات منذ قدم الزمان وأصبح يمثل رمزا ًللتكاتف والتعاون بين أفراد المجتمع ضمن مختلف مؤسساته وصولاً به إلى الأهداف السامية، ولذلك فإن العمل التطوعي رسالة إنسانية خالصة يقدمها الفرد للمجتمع بتجرد ومصداقية وإخلاص.

والحمد لله سبحانه وتعالى إن إماراتنا الحبيبة وعلى مستوى الجنسين رجال ونساء تضم كوكبة وطنية جادة ومخلصة في حقل التطوع.

وإننا حقيقةً نتطلع إلى التوسع في منظومة العمل التطوعي والانخراط فيه لتأصيل قيم الولاء والانتماء لدولتنا الفتية.

كما أشارت سموها للاهتمام الرسمي بالمرأة خلال مسيرة النهضة المباركة قائلة:

  نالت المرأة الإماراتية في الدولة خلال مسيرة النهضة المباركة العديد من المكاسب الحضارية والمهنية والقيادية وارتقت سلم المجد من خلال دخولها منظومة مجلس الوزراء والمجلس الوطني والقطاع القضائي والدبلوماسي إضافةً إلى المجالات الإدارية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية الأخرى، وكل ذلك إن دل على شيء إنما يدل على أن المرأة خطت خطوات رائدة ضمن إطار التنمية المستدامة وقطاعات التطوع بفضل الله سبحانه وتعالى والدعم اللا محدود من الدولة والمؤسسات الحكومية والأهلية.

ولا شك إن فلسفلة وإستراتيجية الدولة تجاه القطاعات النسائية لا تعتمد على تزويد المرأة بالعلم والمعرفة والتأكيد على دورها الحضاري فحسب بل لها رسالة إنسانية خالصة يجب تفعيلها على أرض الواقع.. ولذلك حققت الكوادر النسائية بفضل الله سبحانه وتعالى والدعم اللا محدود من الدولة انجازات تفوق الوصف وأصبحت المرأة في إماراتنا الحبيبة شريكة الرجل في بناء الوطن بقوة وعزيمة وإرادة لا تلين ولا تتوقف.

كما أشارت سموها بالدور الريادي للاتحاد النسائي حيث قالت سموها:

إن الاتحاد النسائية بالدولة برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد العام وأم الإمارات حفظها الله ورعاها – مرجعيتنا وصرحنا الكبير  الذي تعتز به ونفخر ونفاخر به، ولقد قدم الاتحاد النسائي وخلال مسيرته الظافرة على المستوى المحلي والعربي بل والعالمي إنجازات مبهرة ساهمت مساهمة كبيرة في دعم وتعزيز رسالة المرأة والأسرة وهناك إجماع كامل بأن ما قدم من مشروعات ومبادرات رائدة من قبل الاتحاد النسائي محل تقدير واحترام الجميع في صياغة العديد من النظم واللوائح التي أهلت المرأة للقيادة والتميز والنجاح.

كما أشارت سموها إلى دور المرأة الإنساني وسلطت الضوء على هذه الجزيئية قائلة:

كما وضحنا من قبل إن المرأة الإماراتية حققت العديد من المكاسب الرائدة في سبيل تحقيق ذاتها، وبفضل التوجيه المستنير والعطاء المتواصل لأم الإمارات سمو  الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام- الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية؛ استطاعت المرأة أن تنهض بدور هام في التنمية المحلية ولم تألوا دولة الإمارات بقيادتها الرشيدة جهداً في تشجيع الفتاة الإماراتية على اقتحام مختلف مناحي الحياة لتشارك بفاعلية في تنمية الوطن ودفع عجلة التقدم سواء في القطاعات الحكومية أو الخاصة، فقد حققت المرأة في الإمارات بكفاءة واقتدار إنجازات كبيرة في القطاع الاقتصادي والتربوي والاجتماعي والثقافي والصحي، وقدمت نموذجاً متميزاً عبر نجاحها المبهر في التعاطي مع التقنية المعاصرة بمختلف تفاصيلها ودخلت سوق العمل من بابه الواسع وتسلمت الوظائف القيادية، وشاركت في أنشطة القطاع الخاص كسيدة أعمال فاعلة ومستثمرة خبيرة في إدارة المشاريع ورؤوس الأموال.

ونالت المرأة في الإمارات مكاسب مهمة سبقت بها الكثير من نساء العالم، من أهمها إقرار التشريعات التي تكفل حقوق المرأة الدستورية وفي مقدمتها حق العمل والتملك وإدارة الأعمال والأموال والمساواة في الحصول على الأجر المتساوي في العمل مع الرجل، إضافة إلى امتيازات أخرى يضمنها قانون الخدمية المدنية.

والحقيقة أن هذه النجاحات اللافتة لم تكن وليدة الصدف وإنما هي ثمرة الرؤية الثاقبة والتفكير المتقدم الذي تتمتع به الإرادة السياسية حيث أحسنت التخطيط ووضع البرامج والآليات وإقرار النظم والتشريعات، وهو ما عزز إيمانها القوي بالدور الأساسي للمرأة في  المجتمع فعمدت على ترسيخ هذا المفهوم ودعمه بالعلم والتدريب وصقل المهارات.

   وحول دور إماراتنا الحبيبة في إرساء دعائم التنمية المستدامة وضحت سموها قائلة:

إن تعميم التنمية المستدامة بدولة الإمارات في كافة المدن والقرى المواقع أضفت على الإمارات تميز وتفرد خاص حتى أضحت التنمية نبراس يضيء فضاءات الوطن، وفي إطار اهتمامات إمارة دبي بتوفير أكبر كم من الخدمات للأسرة والقطاعات النسائية وفي مختلف المواقع وتقصير الظل الإداري خدمةً للمواطنين في المواقع البعيدة، فقد تم تزويد مواقع الليسيلي وحتا والخوانيج وكافة المواقع البعيدة بخدمات ولا شك أن هذه المواقع قامت بدور طليعي ورائد في دعم وتعزيز التماسك الأسري وتقليل نسب الأمية إلى جانب برامج المحاضرات والندوات والمعارض والمشاركات الاجتماعية والبيئية والثقافية وهذه دلالة قاطعة على تعميق خدمات دبي في كافة مواقع إمارة دبي وفقاً لإستراتيجية دبي 2007-2115 لمستقبل أكثر إشراقا ً ولجمعية النهضة النسائية بدبي دور طليعي في هذا المجال  وبالفعل نجد في كافة إمارات الدولة تم تعميم الإشعاع الحضاري والإنجاز الخدمي في كافة المواقع حتى أصبحت إماراتنا الحبيبة مثلاً يحتذى به في تعميم الخدمات اليومية والحياتية للأسر والأفراد والمجتمع بأسره.

 كما نبهت سموها إلى أهمية التعامل مع منهجيات العولمة وفقاً لقيمنا السامية ؛ حيث قالت سموها:

 إن رسالة المرأة والأم داخل بيتها ورسالتها في الحقل الاجتماعي في النهاية رسالة واحدة منسجمة ولذلك يجئ التوفيق والمواءمة بين الرسالتين وعدم الإخفاق في واحدة فيهن، وبالطبع إذا استطاعت المرأة أن توفق بين هاتين الرسالتين وبتجرد وبإخلاص استطاعت بالفعل أن تحقق ذاتها لأن التشتت يقلل من حجم الإنجاز والتميز.

وعلينا أن ندرك جميعا ًأن العولمة هي الطرح الجديد العالمي والذي فرض نفسه على العالم بأسره وجعله قرية صغيرة، يجب التأقلم مع ذلك وبحذر واستثمار إيجابيات العولمة وفقاً لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ولذلك فإن النداءات الدولية والمبادرات والبرامج والأطروحات التي تصب في مصلحة المرأة والطفولة يمكن الإطلاع عليها والاستفادة منها بما يتوافق مع قيمنا العربية وتوجهاتنا وخططنا، فإذا كانت المشاركات الدولية وفقاً لذلك يمكن الاستفادة منها.

كما أننا نناشد القطاعات النسائية بالدولة وخاصة الطالبات ومن مختلف المراحل الدراسية التزود بالقيم الفاضلة ومحاربة العادات الدخيلة على مجتمعاتنا الآمنة والتسلح بفنون العلم والمعرفة والتقنية وتوجيه هذه المفاهيم لخدمة الوطن والمواطن والالتزام الكامل بالولاء والانتماء وترسيخ ثقافة الهوية الوطنية والتزود بثقافة التطوع خدمة للوطن والمواطن قدر الإمكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *